البــــــر أ حكامـــه وآدآبـــــــه :
دعاء البر :
قالت خولة بنت حكيم رضي الله عنها
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
(من نزل منزلاً ثم قال :أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شي حتى يرتحل من منزله ذلك )
رواه مسلم .
الرحـلات الـبــريه :
الحمد لله الذي جعل لهذه الأمة فُسحة، ورفع عنها الحرج والمشقة.
لقد خلق الله سبحانه الإنسان لحكمة عظيمة وغاية جليلة ذكرها في كتابه الكريم:
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]
وأعلم أخي الحبيب: أن العبادة ليست لها صورة واحدة، بل هي صور متعددة يتعبد الإنسان فيها ربه.
فالعبادة هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة
البر وزيادة الإيمان
إن الكون وما فيه آية من آيات الله الكونية تدل على
عظمته وقدرته
فمما يزيد الإيمان، ويقوي الإسلام، ويربط الإنسان بخالق الأكوان، هو التفكير والتدبر في مخلوقات الله.
قال تعالى:
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ
أحكــام البــر:
لقد جاء الشرع بأحكام ينبغي للمسلم أن يسير عليها في كل مكان ويجب مراعاتها والحفاظ عليها
الأذان في البر :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
قال لي النبي صلى الله عليه وسلم (إني أراك تحب الغنم والبادية فإن كنت في غنمك أو باديتك فأذنت للصلاة فارفع صوتك بالنداء
فإنه ( لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا أنس ولا شيئ إلا شهد له يوم القيامة ) قال أبو سعيد :سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
رواه البخاري
فضل الصلاة في البر :
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( الصلاة في الجماعة تعدل خمساً وعشرين صلاة , فإذا صلاها في فلاةٍ فأتم ركوعها وسجودها بلغت خمسين صلاة )
رواه أبو داود (وصححه الشيخ الألباني .
تسوية التراب في موضع السجود أثناء الصلاة :
عن معيقيب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
( لا تمسح وأنت تصلي , فإن كنت لابد فاعلاً فواحدة تسوية الحصى) رواه البخاري ومسلم .
الصلاة على التراب:
عن سلمان رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تمسحوا بالأرض فإنها بكم برة )
رواه الطبراني في الصغير وصححه الشيخ الألباني.
تحري القبلة للصلاة في الصحراء :
تحري القبلة
لقول النبي صلى الله عليه وسلم
( إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء واستقبل القبلة فكبر ) .
فإن صلى ( بغير اجتهاد ) وأخطأ فعليه القضاء
وإن ( اجتهد في تحري القبلة ) فتبين بعد الصلاة أنه صلى إلى غير القبلة فلا يلزمه الإعادة لأنه صلى باجتهاد حسب ما أُمر به .
تغطية الفم ( في الصلاة ) :
جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
أنه صلى الله عليه وسلم ( نهى أن يغطي الرجل فاه في الصلاة ) أخرجه أبوداود والترمذي
يقول الشيخ محمد العثيمين رحمه الله ( يكره أن يغطي الإنسان وجهه وهو يصلي
ولكن لو أنه احتاج إليه لسبب من الأسباب جاز له
وإذا تثاءب ليكظم التثاؤب فهذا لا بأس به وإذا كان حوله رائحة كريهة تؤذيه في الصلاة واحتاج إلى اللثام
وكذا لو كان به زكام وصار معه حساسية إذا لم يتلثم فهذا أيضا جائز ) , أو كان هناك ريح شديدة وغبار جاز أيضا .
الصلاة إلى النار ( كالمدفأة – شمعة – حطب ) :
الصلاة إلى النار بالحطب لا يجوز لأنه من التشبه بعباد النار ( وهم المجوس ). [/font
نباح الكلب :
وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إذا سمعتم نباح الكلب ونهيق الحمار بالليل فتعوذوا بالله منهن فإنهن يرين مالا ترون ) أخرجه البخاري
إطفاء النار عند النوم :
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال
احترق بيت بالمدينة على أهله فحُدث بشأنها النبي صلى الله عليه وسلم فقال
( إن هذه النار إنما هي عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها عنكم ) أخرجه البخاري ومسلم .
تحريم قتل الحشرات والدواب
لقول النبي صلى الله عليه وسلم
(إنه لا يعذب بالنار إلا رب النار) أخرجه أبو داود وصححه الشيخ الألباني كما في صحيح سنن أبي داود(3/54).
آداب البــــر:
إن من خصائص هذا الدين وعظمته أنه جاء بآداب عظيمة ينضبط بها المسلم في كل زمان ومكان
في بره وبحره وجوه، وهذه الآداب هي ثمرة الإيمان الصادق والإسلام الكامل والاستقامة على دين الله،
فالدين مبني على عقيدة سليمة، وعبادة صحيحة، وآداب جليلة
وإليك - أخي الحبيب صاحب (الرحلة) - آداباً ينبغي الالتزام بها، وهي آداب تتعلق بالمكان، فمن ذلك:
النهي عن استقبال القبلة واستدبارها حال قضاء الحاجة :
عن سلمان رضي الله عنه قال
نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أن نستقبل القبلة بغائط أو بول ....)
أخرجه مسلم .
طريقة التكشف عند قضاء الحاجة (في الصحراء) :
عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
( كان إذا أراد حاجة لا يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض )
أخرجه أبوداود وصححه الشيخ الألباني
عدم التخلي وتقذير الأماكن التي يرتادها الناس من ظل أو شجر أو غيره، لحديث أبي هريرة أن الرسول قال:
{ اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل } [رواه أبو داود].
ويقاس على ذلك ما يفلعه بعض النساء من رمي (حفائظ الأطفال) بما فيها من نفايات تؤذي وتقذر المكان.
ويلحق في هذا محل الاجتماع في الشمس في الشتاء
- استحباب استتار البدن حال قضاء الحاجة لحديث عبدالله ابن جعفر:
{... وكان أحب ما استتر الرسول به: هدف، أو حائش نخل } [رواه مسلم].
- النهي عن البول في الشق أو الجحر أو غيره
لما فيها من الهوام والسباع، وقيل: إنها مساكن الجن
نواهي الإستجمار :
عن سلمان رضي الله عنه قال
لقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم
( أن نستقبل القبلة ......أو نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار أو أن نستنجي برجيع أو عظم )
رواه مسلم .
النهي عن الإستجمار باليمين :
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول ولا يتمسح من الخلاء بيمينه
ولا يتنفس في الإناء ) متفق عليه واللفظ لمسلم .
عدم إيذاء الناس، ومزاحمتهم، وخصوصاً ما يقع من بعض الشباب هداهم الله من إيذاء الناس في حلهم وترحالهم
فقد قال الله سبحانه وتعالى:
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً [الأحزاب:58]
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: أن رجلاً سأل الرسول : أي المسلمين خير؟ قال:
{ من سلم المسلمون من لسانه ويده } [أخرجه مسلم].
ولحديث { من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم } [صحيح الجامع].